إنّي عشقتك يا عراق جنونا
ورأيتُ فيك من النعيم فنونا
قد كنتَ أحلامي بليلِ سعادتي
فأعيشُ نومي هانئاً مأمونا
ولو انّ عيني لم ترَ نَخَلاتهُ
لكنّما قلبي رآهُ عيونا
ولقد شعرتُ بمائه ففراتهُ
من عذبه زرع الوداد غصونا
ورأيتُ فيك من النهار صياحهُ
والصبحُ فيك يُعيدُ فيَّ قرونا
فأحسُّ نفسي في بداية خلقها
في تربها روحي تعيش ركونا
ولقد رميتُ على ترابكِ ميدتي
فتَوَسَّدتْ بعد الهيام سكونا
وشممتُ في ذرّاتها عبق الأُولى
نشروا الحياة وأنبتوا الزيتونا
وشربتُ ماء فراتها ودُجيلها
فتَحَرّكتْ نفسي تُزيحُ منونا
ورقيت فوق نخيلها بجنوبها
ودعيتُ روحي تكشفُ المكنونا
وعلمتُ أنّ العزَّ طَوَّلَ هامها
حطّمتِ يا أرض العراق سجونا
ولذا تَحطّمَ فيكِ أعتى طاغياً
وتحطّمتْ بعد الطغاةِ ظنونا
يا أيها المحتلُ ظنّكَ خائبٌ
يغدو العراق بفرقةٍ موهونا
رغم الدماء و رغم جرم عصابةٍ
سيُلوّن القاني الجميل حصونا
ويكون حصناً يستقرُّ بأهلهِ
ويفرُّ منهُ النافثون ضغونا